الحج عبادة توقيفية جامعة لاتبدل دروس من الحج السيد محمد علي الحسيني
في هذه الأيام المباركة حيث القلوب تتلهّف شوقا إلى بيت الله الحرام لأداء مناسك الحجّ هذه الفريضة الجامعة التي تعدّ ركنا خامسا من أركان الإسلام تزخر بالكثير من المواعظ والدروس للمسلمين.
لا شكّ أنّ المسلم حين يحلّ عليه وقت فريضة الصلاة يعمل على تأديتها وجوبا عملا بقوله تعالى: (فأقيموا الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا) و(الصلاة عمود الدين) كما في الحديث الصحيح .
كذلك عندما يهلّ هلال شهر رمضان وجب على المسلم فريضة الصيام (فمن شهد منكم الشهر فليصمه)، (يا أيّها الّذين آمنوا كتب عليكم الصّيام كما كتب على الّذين من قبلكم لعلّكم تتّقون). وکذلك الأمر بخصوص فريضة الحجّ وهي الركن الخامس في الإسلام تجب على المسلم البالغ المستطيع مرة واحدة في العمر (وللّه على النّاس حجّ البيت من استطاع إليه سبيلا) مع تحقّق الاستطاعة فإنّ عليه التوجّه إلى بيت الله الحرام في مكة المكرمة حصرا لتأدية وجوب هذه الفريضة .
(وأذّن فى ٱلنّاس بٱلحجّ يأتوك رجالا وعلىٰ كلّ ضامر يأتين من كلّ فجّ عميق) .
فإنّ الذي يجب أن يتبادر إلى ذهن ووجدان کلّ مسلم أنّ فريضة الحجّ إطار جامع واحد للأمة الإسلامية لکلّ شعوبها وأعراقها وأطيافها ومذاهبها.
وکما أنّ فريضتي الصلاة والصوم ثابتتان وغير قابلتين للاجتهاد والإضافة أو التبديل والاستعاضة عنهما فکذلك فريضة الحجّ حيث أن الله تعالى قد حدّد ذلك بکلّ وضوح (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج).
على المسلم عندما يقوم بأداء مناسك الحجّ أن يفهم معانيها ومقاصدها ومنها أنّ الحجّ هو للطاعة والجمع وليس للمعصية والانقسام أو التفرقة بين المسلمين فالفريضة هنا جامعة مانعة تأخذ بعدا وعمقا أمميّا عابرا لکلّ المسائل والأمور الأخرى بما في ذلك الاجتهادات المذهبية في بعض الأمور
أيها الأحبة إنّ الحجّ إلى بيت الله الحرام حصرا في مكة المكرمة فريضة عبادية توقيفية وضرورة دينية ثابتة لا يجوز تبديلها أو الاستعاضة عنها فإنّ الله تعالى عندما يأمر المسلمين بحجّ بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلا ليجمعهم على طاعته وهديه وليأتمروا بأمره ويمتثلوا لشرعه.
جمع الله كلمة المسلمين جميعا
والحمد لله على ما هدانا وله الشكر على ما أولانا.
الحج عبادة توقيفية جامعة لاتبدل دروس من الحج
السيد محمد علي الحسيني انتاج قناة اوطاني الرقمية
